مقتطفات من حياتي..

امرأة تحدت الصعاب

المكان: بيروت البسطة
الزمان: السابع والعشرون من يناير/كانون الثاني ١٩ ٤٩
صوت الرعد لم يكن أشد وطأة من صراخ والدتي المستمر منذ
أربعة أيام.. دخلت أم سليم إلى الغرفة وشمّرت عن ساعديْها وقالت:
«هل جهّزتم المياه؟ »
سارعت جدّتي أم خليل إلى وضع قدر من المياه الساخنة قرب
السرير حيث تصارع أمي تقلّصات المخاض بصوت يعلو حين ترى
جدّتي تبتعد عنها، ويخفت حين تمسك جدّتي بيديها لطمأنتها أن كل
شيء سيكون على ما يرام...
خرج الجميع من الغرفة بطلب من أم سليم، قابلة قانونية مفتولة

هجرة والدي إلى أفريقيا - ساحل العاج

في نهاية العام 1951 استقال والدي من سلك الدرك وغادر إلى
أبيدجان تاركاً وراءه والدتي الحامل بشقيقتي وفاء، وشقيقتي الكبرى
شاهناز، وسلوى التي ولدت في حزيران/يونيو من العام 1950 ، وأنا.
بعد أن ولدت وفاء في شباط/فبراير من العام 1952 ، أرسل والدي
تذكرتي سفر إلى والدتي وطلب منها المجيء إلى أبيدجان مع شقيقتي
الكبرى شاهناز... فيما بقيت أنا وشقيقتيّ سلوى ووفاء مع جدّتي أم
خليل في منزلها في منطقة البسطة التحتا التي تعتبر من أقدم الأحياء
البيروتية حتى يومنا هذا، وهي تقع على مقربة من ساحة الشهداء
الشهيرة في وسط العاصمة بيروت.

بيروت - البسطا

السفر إلى افريقيا

زواجي من جوهرتي الاولى

ولادة ابني خالد

ألم ونجاح على ضفاف الراين

سيتساءل الكثيرون عن سبب كتابتي هذه القصة.
فأنا امرأة عادية لم أقدّم لوطني أي إنجاز علمي أو ثقافي أو أدبي أو طبي.
تحديّت الفقر والجوع والظلم وقسوة الأقارب؟ وإن يكن...
فهناك كثيرون من المكفوفين والصمّ ومن ذوي الحاجات الخاصة،
قاموا بأعمال سيسجّلها لهم التاريخ وسيكرّمون عليها في حياتهم أو بعد مماتهم